قصة وعبرة الشيك الذي أنقذه من الانهيار
✍ يحكى أن في يوم من الأيام كان هناك رجل أعمال كبير أصابته خسارة كبيرة وأحاطت به من كل جانب وظل يتخبط في ديونه ومشاكل عمله باستمرار ، التي تراكمت عليه يوماً بعد يوم وعجز تماماً عن سدادها وتوالت الخسارة عليه ولم يجد سبيل للخلاص . فجلس على كرسي خشبي في أحد الحدائق العامة ينعي حظه وقد عجز تماماً عن التفكير.
🌀 غرق الرجل في حزنه وهمه وبداخله كان يتساءل : يا ترى هل هناك من ينقذني وينقذ شركتي من الإفلاس؟
وفجأة ظهر له رجل عجوز شعر بضيقه فاقترب منه وسأله :
ما بك يا بني ؟ أراك حزيناً !!فقص له رجل الأعمال عليه كل قصته وحكي له ما أصاب تجارته فرد عليه العجوز قائلاً : ” اعتقد أن بإمكاني مساعدتك ” نظر له الرجل في سخرية وهو يقول في نفسه : وكيف تساعدني أنت أيها العجوز ؟ تجاهل الرجل العجوز نظرة رجل الأعمال وأكمل حديثه ، فسأله عن اسمه وأخرج من جيبه دفتر شيكات وكتب له شيكاً وسلمه له قائلاً : ” خذ هذه النقود وقابلني في هذه الحديقة بعد عام لتعيد إليّ هذا المبلغ “ .
أنهى العجوز كلامه وسلم الرجل الشيك وانصرف.
تجمد رجل الأعمال في مكانه من شدة الذهول وأخذ يقلب الشيك بين يديه وجد مكتوب فيه مبلغ نصف مليون دولار وعليه توقيع باسم جون دي روكفلر ، وكان هذا اسم رجل أعمال شهير جداً وشديد الثراء .
فاق الرجل من دهشته وقال بحماس شديد وفرح :
الآن أستطيع ان أحل جميع مشاكلي بهذه النقود ، وفجأة خطرت بباله فكرة، فكر أن يحاول إنقاذ شركته من الإفلاس ويسعى لذلك بكل الطرق حتى يتمكن من الاحتفاظ بهذا الشيك في المستقبل ليكون له مصدر أمان وقوة .
انطلق الرجل بكل تفاؤل نحو شركته ودخل في مفاوضات ناجحة واجتمع مع موظفيه واتفق معهم على خطة رائعة لإنقاذ الشركة وإتمام جميع أعمالهم على أكمل وجه.
👈 وبالفعل خلال بضعة شهور استطاع رجل الأعمال أن يسدد جميع ديونه وبدأت الأرباح تنهال عليه من جديد ، مرت السنة وذهب الرجل للحديقة لمقابلة العجوز وهو مسرور ومتحمس فوجد العجوز بانتظاره على نفس المقعد ، اقترب الرجل منه وأعطاه الشيك الذي لم يصرفه قط واحتفظ به وعلى الرغم من ذلك تم حل جميع مشاكله ، وبدأ يقص على العجوز جميع مشاكله وما حدث له خلال هذا العام .
وفجأة قاطعته ممرضة جاءت مسرعة إلى الحديقة وهي تركض تجاه العجوز وقالت للرجل : “أرجو ألا يكون قد أزعجك ، فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة ، ويدّعي للناس بأنه : ” جون دي روكفلر “.
وقف رجل الأعمال ينظر بذهول غير مصدق ما يحدث !!
وأخذ يستعيد ذكريات العام الماضي الذي حقق فيه أهم وأكبر نجاحاته على الإطلاق ، وهو يعقد المفاوضات بقوة ويعمل بكل جرأة وحماس لأنه مقتنع أن هناك نصف مليون دولار خلفه أماناً له ولشركته ، حينها فقط أدرك الرجل مغزى ما يحدث وأن النقود لم تغير حياته ، أو تنقذ شركته ، بل هو الذي غيرها باجتهاده وحماسه وثقته .
الحكمة من القصة :
الثقة بالله أولاً ثم الثقة بالنفس هي التي تمنحك القوة التي تجعلك تتخطى أخطر فشل وتحقق أعظم نجاح.