قصة واقعية فيها عبرة عظيمة
وقعت احداث هذه القصة في الأردن
يقول الراوي وكان شاهد عيان
دُعيت ومجموعة طيبة من أهل الخير والإصلاح للسير في حل قضية دم كانت عالقة بين قبيلتين لمدة تزيد عن خمس سنوات وكان سبب تشدد أهل المقتول أن القاتل قام بقتل رجل واخفى جثته لمدة ١٣عام وقد تم كشف ملابسات الجريمة بالصدفه فكان هذا سبب لتشدد أهل القتيل واصرارهم على عدم الصلح وطلب الثأر حيث تم إيداع القاتل في السجن وقد رفض أهل القتيل كل محاولات الناس للصلح ولمدة خمس سنوات
يقول الراوي
حتى جاء يوم وصلت فيه إشارات من أهل القتيل برغبتهم بالصلح وقد تعجبنا من ذلك حيث فقدنا الأمل بالصلح
يقول
توجهت مع مجموعة طيبه من أهل الخير وفد استقبلنا أهل القتيل أجمل استقبال وبعد البدء في إجراءات الصلح والتقاضي العشائري اشترط أهل القتيل الحصول على مليون دينار كدية
يقول
بدأنا الالتماس والرجاء لتخفيض المبلغ وكانت المفاجأة أن أهل القتيل كانوا بمنتهى الكرم فكلما طلبنا تخفيض مبلغ وافقوا على ذلك حتى استقر المبلغ على مائة ألف دينار
عندها وافقت الجاهة على دفع المبلغ وهم في حالة من الفرح
ان هذه القضية المعقدة سوف تحل اخيرا وقاموا بكتابة شيك بالمبلغ
يقول
بعدها تقدم احد ابناء المقتول من الميكرفون وعندها ساد صمت عميق وترقب لما سيقول
قال الرجل بعد الترحيب بالجاهة الكريمه
أيها الإخوة لعلكم تفاجأتم بسهولة وسرعة الحل بعد أن كنا في تشدد كبير
ثم صمت للحظات…. وخنقته العبرات
استجمع شتات نفسه
يقول… قبل أيام صحوت لصلاة الفجر وذهبت للصلاة في المسجد وعند عودتي شعرت بصفاء نفس عظيم وطمأنينة
يقول اويت إلى فراشي ونمت
ثم صمت وبين كلمات تخنقه فيها العبرات اكمل
جاءني الرسول علية الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول
وكان يقف أمامي وقد جلس بيني وبينه بنات القاتل وقد كن يلبسن ملابس رثة ممزقة وهن ينظرن مرة إلى ومرة إلى الرسول عليه السلام
يقول ثم التفت ورائي فرأيت القاتل ينظر إلى بتذلل وانكسار
يقول… ثم نظرت إلى وجه المصطفى عليه الصلاة فإذا به يشع نورا
يقول… وإذ بالرسول يشير إلى ويقول… يافلان… أصلح… أصلح
يقول فاستيقظت وقد غمرني فرح وسرور غامر…
دعوت اخوتي واعمامي واخبرتهم بما رأيت فوافق الجميع على الصلح
ثم تناول الشيك بمبلغ مائة ألف دينار ومزقه أمام الجميع اكراما للنبي عليه السلام
يقول الراوي
سادت لحظات من الصمت… ثم انفجر البعض بالبكاء…. وهكذا تم إسدال الستارة على قضية دامت ١٨ عاما
العبرة
في كثير من القضايا اخوتي يقوم بالقتل شخص واحد ولكن ما ذنب بقية الأهل والعشيرة أن يشتت شملهم وتخرب بيوتهم ويطردوا خارج مساكنهم لذنب ارتكبه شخص قد يكون احمق تافه
لتكن الرحمة عنوان علاقتنا
قصة واقعية
قال تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )